السبت 11 / شوّال / 1445 - 20 / أبريل 2024
[112] قوله تعالى: {وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا..} إلى قوله تعالى: {وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ}
تاريخ النشر: ٠٨ / صفر / ١٤٣٧
التحميل: 1056
مرات الإستماع: 1997

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:

فيقول الله -تبارك وتعالى- في جملة ما ذكره من الآيات التي تتصل بموضوع القبلة، وتحويل القبلة والرد على اليهود المعترضين على تحويلها: وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [سورة البقرة:148].

وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ لكل أمة وجهة يعني قبلة يستقبلونها، يتوجهون إليها، فأنتم معاشر المؤمنين استبقوا الخيرات، استبقوا فعل الخيرات، سارعوا إليها، وابتدروا الأعمال الصالحات التي شرعها الله -تبارك وتعالى- لكم، ثم قال: أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا في أي: موضع كنتم فإنكم تصيرون إلى الله، ترجعون إليه، يجمعكم جميعًا في يوم القيامة، مهما كان عليه الناس من تفرق بُلدانهم وأوطانهم وتباعد ديارهم فالله يجمعهم ويحشرهم جميعًا، كما قال الله -تبارك وتعالى- في الآيات التي يتحدث فيها عن الحج: فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ [سورة البقرة:203].

هؤلاء الناس في تفرقهم من الحج حيث اجتمعوا من أصقاع المعمورة يتفرقون منهم من يتعجل فيخرج في اليوم الثاني عشر، ومنهم من يتأخر فيخرج في اليوم الثالث عشر، ثم لا يمكن أن يجتمعوا ثانية في الدنيا أبدًا، لا يجتمعون في موسم الحج الذي بعده ولا في أي موسم كان؛ لأن من هؤلاء من يموت قبل أن يصل إلى بلده، ومنهم من يموت في بلده، ومنهم من يعرض له ما يعرض من العجز، وأسباب العجز، والموانع والعوارض المختلفة، فهؤلاء لا يجتمعون، لكن الله قادر على جمعهم؛ ولهذا ذكر بالحشر حيث يتفرق الناس: وَاتَّقُوا اللَّهَ ثم ذكر حشره لهم: فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ [سورة البقرة:203].

يؤخذ من هذه الآية من سورة البقرة فيما نحن بصددها فيما يتصل بموضوع القبلة: وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ [سورة البقرة:148] فهنا أنه أخبر أن لكل أمة وجهة، ولم يقل: جعلنا لكل أمة وجهة؛ لأن هذه الوجهة التي يتوجه إليها هؤلاء الناس كاستقبال النصارى للمشرق، واستقبال اليهود للصخرة كل ذلك من المُحدث الذي لم يُشرعه الله لهم: وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا [سورة البقرة:148] هو مستقبلها، هو متوجه إليها لكن في الشريعة قال: لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا [سورة المائدة:48] هذه في الشرائع المُنزلة فنوع في الشرائع ولهذا قال النبي ﷺ عن الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام: الأنبياء إخوة من علات، وأمهاتهم شتى[1] إخوة من علات يعني: إخوة لأب، الإخوة لأب والأمهات شتى فالأم بمنزلة الشريعة والأب واحد، يعني أصل الدين الذي هو توحيد رب العالمين العقيدة أصل الدين الإسلام، إسلام الوجه لله -تبارك وتعالى- هذا المعنى ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله[2] في وجه هذا التعبير: وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ [سورة البقرة:148].

وإذا كان لكل وجهة والواقع أنه متوجه إليها هو موليها، فالناس أسرى لأفكارهم ومُعتقداتهم، فيتيممون حيث كان ذلك الاعتقاد والدين الذي يدينون به، ولن يتحولوا إلى قبلتك كما أخبر الله -تبارك وتعالى- من قبل إذن الذي عليكم هو أن تُبادروا إلى ما ينفعكم ويرفعكم، فلا تذهب النفس على هؤلاء حسرات، لماذا يتوجهون إلى وجهة مُنحرفة هي رمز وشعار لدين مُحرف، أو منُحرف، أو مُختلق من أصله، فالمُحرف كأديان أهل الكتاب والمُختلقات كأديان أهل الأوثان، فهؤلاء سيتوجهون إلى وجهتهم: وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ ۝ وَلا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدتُّمْ [سورة الكافرون:3، 4] لن تتحولوا ولن أتحول، إذن عليكم معاشر المؤمنين أن تُبادروا إلى ما ينفعكم ويرفعكم فلا تذهب نفوسكم على هؤلاء حسرات، لماذا لم يهتدوا بالإسلام؟! ويستجيبوا للقرآن؟! فإن هؤلاء ماضون على ضلالهم وباطلهم والأمر ليس إليكم، لكن عليكم أن تبادروا إلى الخيرات.

وهذا يُقال أيضًا في أهل السنة والجماعة الذين هم أهل الحق، أهل السنة المحضة عليهم أن يمضوا كما أن على أهل الإسلام أن يمضوا ولا يشغلهم أولئك من أهل الباطل حينما يُجلبون عليهم ويشوشون عليهم بإثارة الشبهات، ونسبتهم إلى ألوان من الإفك والافتراء والكذب وما أشبه ذلك، فأهل السنة أيضًا كذلك عليهم أن يمضوا، فإن المُسافر في طريقه إذا التفت لكل عارض يعرض له فإنه قد ينقطع في سيره، وأقل ما يُصيبه في ذلك أن يُبطئ به السير فيتأخر ويتراجع وقد لا يصل فعليه أن لا يلتفت إلى شيء من ذلك ويمضي فلا يُعيقه عن طريقه وسفره نعيق هؤلاء ونُباح أولئك، فإن ذلك مؤذن بانقطاع أو تأخر، وقد مثل الحافظ ابن القيم -رحمه الله[3] حال السائر إلى الله بذلك الذي يمضي إلى المسجد مثلاً فيجد من يعرض له فإن اشتغل به فإنه يؤخره عن إدراك الركعة، أو يؤخره عن إدراك الجماعة، لكن إن مضى يكون قد أدرك وما ضره.

فهذا مثل السائر إلى الله في سفره إلى ربه، إذا اشتغل بهذا وهذا وهذا ومعارك جانبية هنا وهناك، وكلام ومُهاترات وردود ومناقشات مع من لا يُجدي معه ذلك، من اتخذ الجدل دينًا والتحكم بأهل الصلاح والخير والدين والإيمان ديدنًا فهذا لا شأن لك به، هو يُعيق السائر في طريقه، فالأصل أن يمشي الإنسان يُحصل من العلوم النافعة والأعمال الصالحة، وألوان الكمالات، وإلا فإنه إن وقف مع كل أحد سيتعطل، ثم يكتشف بعد مُضي العمر وأفوله أنه لم يُحصل شيئًا لا من العلم النافع، ولا العمل الصالح، والأعمار قصيرة.

يؤخذ من هذه الآية أيضًا: فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ [سورة البقرة:148] الأمر بالاستباق إلى الخيرات قدر زائد على الأمر بفعل الخيرات، هنا لم يقل: افعلوا الخيرات، قال: فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ فالاستباق إليها يتضمن فعلها، ويتضمن أيضًا إيقاعها على أكمل الأحوال، والمُبادرة إليها، المُبادرة إليها، ومن سبق في الدنيا إلى الخيرات فهو السابق في الآخرة إلى الجنات كما يقول الشيخ عبد الرحمن السعدي -رحمه الله[4] فالسابقون هم أعلى الخلق درجة عند الله -تبارك وتعالى.

ويؤخذ من هذه الآية كما يقول -رحمه الله- الإتيان بكل فضيلة يتصف بها العمل: الصلاة في أول وقتها هذا هو الأفضل، المُبادرة إلى إبراء الذمة من الصيام والقضاء لا يؤخر فيؤجل فقد يموت، وكذلك أيضًا الحج والعمرة إذا وجب عليه فلا ينتظر، وإخراج الزكاة في وقتها فلا يؤجل ذلك، قضاء الديون، الإتيان بسنن العبادات وآدابها فهذه الآية جامعة لذلك كله فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ [سورة البقرة:148] بادروا إليها، إذا أذن المؤذن لا يوجد أهم من إجابة هذا النداء، فضع ما في يدك وتوجه إلى المسجد، إن استطعت أن لا يؤذن المؤذن إلا وأنت في المسجد فذلك روح وريحان وجنة في الدنيا قبل الآخرة إذا ارتاضت به النفس واعتادت عليه، ومثل هذ هو الحري أن يخشع وينتفع بصلاته، وأن يُرى عليه أثر السكينة، وأثر الصلاة، وأن تنهاه هذه الصلاة عن الفحشاء والمنكر، وهذا من أعظم ما يروض النفوس على الإيمان.

فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ المُبادرة في أول العمر والقوة والشباب والنشاط، انتهز الفرص، عدم التسويف، صيام النوافل، وصلاة الليل، الصدقات، إذا لاحت الفرصة فلا يُعرض الإنسان عنها، أو يؤجل ذلك إلى حين قد لا يتيسر له فعله فيه، طلب العلم، البرامج العلمية المُتاحة فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ قد لا يستطيع، قد يُشغل، قد لا يجدها إذا طلبها فيُبادر، ولا يقول أسمع ذلك فيما بعد، أُتابع فيما بعد، فالمشاهد أن الإنسان يقول مثل هذا ثم بعد ذلك يتبعه بتسويف بعده تسويف فيلوح الشيب في مفارقه وما حصل من العلم شيئا.

فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ المسارعة إلى الصف الأول، التبكير إلى الجمعة، المسارعة إلى صلة الأرحام، وما إلى ذلك دون النظر إلى هؤلاء من كونهم يُبادرون في الصلة فلا يكون ما يفعله من البر والإحسان والصلة على سبيل المعاوضة والجزاء، إنما يكون مبادرة منه ومُسابقة فيسبقهم إلى كل فضيلة، وهكذا لا يُعرض عليه شيء من المعروف والخير والبر إلا وبادر إليه سواء كان ذلك من العفو عن من ظلمه أو الإحسان إليه، أو الإصلاح بين الناس، أو نحو هذا.

ويؤخذ من هذه الآية: فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إذا جاء المواسم مواسم الطاعة والعبادة المُبادرة إليها ليس بصحيح أن تستوي هذه المواسم مع غيرها، تأتي عشر ذي الحجة، ويأتي رمضان والعمل هو العمل، ما تغير ما زاد ما طرأ عليه شيء، في عشر ذي الحجة وقبلها الحال سواء، فهذا يدل على ضعف اليقين وعلى ثقل النفس وقعودها عن الطاعة.

كذلك أيضًا يؤخذ من هذه الآية فوائد أخرى يكفي ما ذُكر.

ثم قال الله -تبارك وتعالى: وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ [سورة البقرة:149] ومن أي مكان خرجت الخطاب موجه للنبي ﷺ ولجميع الأمة في سفر وغير ذلك وأردت الصلاة فوجه وجهك نحو المسجد الحرام وهذا هو الحق الثابت من ربك: وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ [سورة البقرة:149] سيُجازيكم على ذلك.

ويؤخذ من هذه الآية لزوم استقبال القبلة في الفرض في جميع الأحوال في السفر والحضر أيًا كان سواء كان في الطائرة مخرجه: وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ [سورة البقرة:149] أو في الباخرة، أو في السيارة، أو في غير ذلك من المراكب فإنه يتوجه إلى المسجد الحرام إلا إذا عجز عن ذلك، أما النافلة فقد دلت السنة كما في حديث ابن عمر وغيره[5] على أن المصلي يتوجه حيث توجهت به راحلته في السفر وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ [سورة البقرة:149] وهذا أمر والأمر للوجوب.

وفي قوله -تبارك وتعالى: وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ [سورة البقرة:149] للحق من ربك، يعني: هذا هو الحق الثابت من الله فليست بقبلة مُحدثة.

وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ هذا فيه ما يبعث على مراقبة الله في الأعمال بالإتيان بها على الوجه الأكمل على الوجه الصحيح على تحري القبلة دون تفريط فإنه إذا فرط لا تصح صلاته، وكذلك أيضًا ما يتعلق بأعمال العباد من الصالحات فيُجازيهم عليها؛ لأن الله ليس بغافل عنها، وكذلك ما يقع من الإخلال بشيء من ذلك أو المُخالفات والمعاصي: وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ فهذا كله مما يُربي المُراقبة في النفوس، فإذا استحضره المؤمن صار يُراقب ربه في جميع أحواله، وأعماله، ولا يكون في قلبه أدنى التفات إلى غير الله -تبارك وتعالى- فكما يتوجه بوجهه إلى المسجد الحرام يتوجه بقلبه إلى الله دون أن يلتفت إلى أحد سواه يُرائي أو يُسمع أو غير ذلك، فهما وجهتان وجهة المصلي بوجهه حيث يستقبل القبلة، ووجهته بقلبه إلى ربه وفاطره -جل جلاله وتقدست أسماءه فلا يكون فيه أدنى التفات إلى أحد من المخلوقين يُزين العبادة من أجلهم، ونحو ذلك.

وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ فيدخل في أعمال القلوب من الإخلاص والنيات والمقاصد، ويدخل فيه أعمال البدن، ويدخل فيه أعمال اللسان، ويدخل فيه التروك، يعني: ما يتركه الإنسان هو من جملة الأفعال كما هو معلوم، وقد مضى الكلام على هذا في مناسبات سابقة.

لئن قعدنا والنبي يعمل فذاك منا العمل المُضلل[6]

فسماه عملاً سمى القعود: كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ [سورة المائدة:79] فسماه فعلاً، يعني: ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

هذا، وأسأل الله -تبارك وتعالى- أن ينفعنا وإياكم بما سمعنا، وأن يجعلنا وإياكم هداة مهتدين -والله أعلم.

وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه. 

  1.  أخرجه البخاري، كتاب أحاديث الأنبياء، باب قول الله: وَاذْكُرْ فِي الكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا [سورة مريم:16] برقم (3442)، ومسلم، كتاب الفضائل، باب فضائل عيسى  برقم (2365)، واللفظ لمسلم. 
  2.  انظر: المستدرك على مجموع الفتاوى (3/ 222). 
  3.  انظر: مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين (1/ 46). 
  4.  تفسير السعدي = (تيسير الكريم الرحمن) (ص:73). 
  5.  أخرجه البخاري، أبواب تقصير الصلاة، باب صلاة التطوع على الدابة وحيثما توجهت به، برقم (1093)، ومسلم، كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب جواز صلاة النافلة على الدابة في السفر، برقم (701). 
  6. انظر: سيرة ابن هشام ت السقا (1/ 496)، وعيون الأثر (1/ 224)، والسيرة النبوية لابن كثير (2/ 306). 

مواد ذات صلة